
فيلم
Erin Brockovich
قصة الفيلم
"Erin Brockovich" هو فيلم درامي أمريكي أُنتج عام 2000، مستند إلى قصة حقيقية جعلت العالم يعيد النظر في مفهوم العدالة البيئية. تقوم ببطولته الممثلة جوليا روبرتس، والتي حصلت عن دورها على جائزة الأوسكار لأفضل ممثلة، وتُجسّد فيه شخصية إيرين – امرأة عادية بلا خلفية قانونية، لكنها تُحدث تغييرًا غير عادي.
إيرين بروكوفيتش، أم عزباء لثلاثة أطفال، تعيش في ظروف مالية صعبة. بعد فشلها في الفوز بدعوى تعويض عن حادث سيارة، تتمكن بصعوبة من الحصول على وظيفة بسيطة كمساعدة قانونية في مكتب المحامي الذي خسر قضيتها. ورغم افتقارها للخبرة، تمتلك إيرين فضولًا قويًا وإحساسًا حادًا بالعدالة.
أثناء ترتيب الملفات، تلاحظ وجود تقارير طبية مرفقة بقضية عقارية تخص شركة Pacific Gas and Electric (PG&E). تبدأ إيرين بالتحقيق بنفسها، لتكتشف أن الشركة تسببت في تلوث مياه الشرب في بلدة هينكلي بكاليفورنيا، بمادة كيميائية شديدة السُمية، ما أدى إلى أمراض خطيرة بين السكان، شملت السرطان ومشاكل تنفسية وتشوهات.
رغم كونها مجرد موظفة بلا تدريب قانوني، تتمكن إيرين من جمع الأدلة والتواصل مع مئات السكان المتضررين، وتقود جهود رفع دعوى قضائية جماعية ضد الشركة. وفي النهاية، تُجبر PG&E على دفع تسوية قدرها 333 مليون دولار – وهي أكبر تسوية قانونية في الولايات المتحدة في ذلك الوقت لقضية تلوث بيئي بدون محاكمة.

تأثير الفيلم على القانون والمجتمع
لم يكن فيلم Erin Brockovich مجرد عمل درامي ناجح، بل كان له تأثير واقعي واضح على المستويين القانوني والاجتماعي، خاصة في مجال البيئة والعدالة المدنية.
1. التأثير القانوني
القضية التي تناولها الفيلم كشفت عن خلل واضح في الرقابة البيئية على الشركات الصناعية، خاصة فيما يتعلق بتلويث المياه الجوفية. بعد الكشف عن ممارسات شركة PG&E والتسوية التاريخية التي أُجبرت على دفعها، أصبح من الضروري إعادة النظر في التشريعات المنظمة لحماية البيئة.
ساهم الفيلم في دعم التوجه نحو تشديد القوانين البيئية في الولايات المتحدة، وخاصة ما يتعلق بمواد مثل الكروميوم السداسي، حيث تم تعزيز صلاحيات الجهات الرقابية مثل وكالة حماية البيئة الأمريكية (EPA) في مراقبة الشركات وفحص مصادر المياه بشكل دوري، إضافة إلى زيادة الغرامات المفروضة على الانتهاكات البيئية.
2. تعزيز ثقافة التقاضي البيئي
الفيلم شجّع المجتمعات المتضررة من التلوث على اللجوء للقضاء للمطالبة بحقوقها. كما ساهم في التوسع في استخدام ما يُعرف بالدعاوى القضائية الجماعية (Class Action Lawsuits)، التي تسمح لعدد كبير من المتضررين برفع قضية موحدة ضد جهة واحدة، مما يزيد من فاعلية التقاضي ويقلل التكلفة على الأفراد.
3. زيادة الوعي المجتمعي
أدى الفيلم إلى تنامي الوعي الجماهيري بقضايا البيئة، وساهم في خلق ضغط شعبي على الجهات المسؤولة لتطبيق قوانين البيئة بشكل أكثر جدية. كما ألهم الكثير من الناشطين والمواطنين للبحث في أسباب الأمراض المنتشرة في مجتمعاتهم، وربطها بالممارسات الصناعية القريبة.
4. تأثير دولي
رغم أن القضية كانت أمريكية، فإن صدى الفيلم وصل إلى العديد من الدول التي بدأت تعيد تقييم تشريعاتها البيئية، خاصة فيما يتعلق بالمياه الجوفية وسلامة المجتمعات الصغيرة. وظهرت بعد الفيلم حالات مشابهة في دول متعددة، استند فيها المتضررون إلى نفس الأسس القانونية التي ظهرت في قضية PG&E.
