
آمبر هاغرمان
تعود تفاصيل حادثة الطفلة آمبر إلى يوم 13 يناير عام 1996، حين كانت الطفلة آمبر هاغرمان، ذات التسع سنوات، تقود دراجتها الهوائية في موقف سيارات مهجور بمدينة أرلينغتون، تكساس، بالقرب من منزل جدتها، عندما تم اختطافها في وضح النهار من قبل رجل مجهول الهوية.
شهد أحد السكان المحليين الحادثة وأبلغ الشرطة، إلا أن البحث لم يسفر عن شيء، وفي 17 يناير تم العثور على جثتها في مجرى مائي، وقد تعرضت للقتل بطريقة وحشية. لم تُعرف حتى اليوم هوية القاتل، ورغم مرور السنوات، لم يُغلق ملف القضية. إلا أن الصدمة التي خلفها مقتل آمبر، وخاصة في المجتمع المحلي، دفعت والدتها، وعائلتها، وعددًا من النشطاء إلى المطالبة بآلية أسرع وأوسع نطاقًا للتعامل مع حالات اختطاف الأطفال. تلك المطالب سرعان ما لاقت دعمًا من سلطات الشرطة ومحطات البث الإذاعي، مما أدى إلى ولادة نظام AMBER Alert
، وهو اختصار لعبارة "America’s Missing: Broadcast Emergency Response"، وسُمي كذلك تخليدًا لاسم آمبر.



تم اعتماد هذا النظام رسميًا لأول مرة في عام 1997، وبدأ كنوع من الشراكة بين سلطات إنفاذ القانون، ووسائل الإعلام، والمؤسسات المجتمعية، بهدف إنشاء شبكة سريعة وقوية لتنبيه المواطنين عند وقوع حالات اختطاف حقيقية للأطفال. يعتمد النظام على إرسال تنبيهات فورية عبر قنوات متعددة مثل محطات التلفزيون والراديو، اللوحات الإلكترونية على الطرق السريعة، إشعارات الهواتف المحمولة، وحتى منصات التواصل الاجتماعي، بهدف إشراك أكبر عدد ممكن من الناس في عملية البحث، خصوصًا في الساعات الأولى الحرجة بعد الاختطاف، حيث تكون فرص النجاة أكبر. لا يتم تفعيل AMBER Alert إلا إذا استوفي البلاغ عددًا من الشروط القانونية المحددة، منها أن يكون الطفل المختفي أقل من 17 عامًا، وأن تكون هناك مؤشرات مؤكدة على وجود خطر وشيك على حياته أو صحته، وأن تتوفر معلومات يمكن استخدامها في التعرف على المختطف أو المركبة المستخدمة.
منذ إطلاق النظام، ساهم AMBER Alert في إنقاذ أكثر من 1,100 طفل في الولايات المتحدة وفقًا لتقارير وزارة العدل، وهو يُعتبر الآن نموذجًا عالميًا يُحتذى به. تم تبنيه لاحقًا في عدة دول أخرى مثل كندا، المملكة المتحدة، هولندا، المكسيك، وبلجيكا، مع تكييفه حسب كل سياق قانوني وثقافي. كما ساهم النظام في تشجيع تطوير أنظمة تقنية متقدمة تعتمد على الذكاء الاصطناعي والتعرف الآلي على لوحات السيارات لرصد السيارات المطلوبة، وإدماجها في منظومات الأمان المدني. ومع تطور الهواتف الذكية، أصبح التنبيه الفوري يصل إلى ملايين الناس في اللحظة ذاتها، مما حوّل كل مواطن إلى "عين مراقبة" ومساعد محتمل في إنقاذ طفل. بالإضافة إلى ذلك، فرض النظام تأثيرًا واضحًا على القوانين المرتبطة بالاختطاف، حيث تم تشريع قوانين تكميلية في عدة ولايات لتسريع التبليغ، وتحديد مسؤوليات كل جهة عند وقوع الحوادث.
رغم مرور أكثر من ربع قرن على حادثة آمبر، لا يزال صوتها حاضرًا في كل تنبيه يُطلق باسمها، ويُعتبر نظام AMBER Alert من أبرز الأمثلة على كيف يمكن لتحرك شعبي ومأساة شخصية أن تؤدي إلى تغييرات قانونية ومجتمعية واسعة تحمي حياة آلاف الأطفال حول العالم.